الاثنين، 29 سبتمبر 2014

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم Aschaffenburg

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم



قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم Aschaffenburg
قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم Aschaffenburg
في مدينة ألمانية شديدة الثراء قليلة السكان اسمها أشافنبورج في مقاطعة اونتافرانكن في الولاية الشهيرة بايرن استقبلت أسرة ألمانية ميسورة الحال في يوليو 1931 نبأ تشريف أول أولادها،الأسرة مترددتش كتير في اختيار اسم المولود،سموه فيلفريد،أكثر الأسماء انتشارًا بين مواليد الكاثوليك في الفترة دي،وزي أي أسرة ألمانية بتفكر في تأمين مستوي تعليمي متميز لأولادها،دخلوه مدرسة دينية جيدة،وعملو له كارنيه في منظمة الشبيبة التابعة لهتلر في أوائل الأربعينات،ده غير دروس البيانو ومدرسين اللغات الأجنبية وبالتحديد الانجليزي،كل شئ كان مُعد عشان فيلفريد يكون شخص مثالي..

تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن،الحلفاء دمروا ألمانيا في 1945 بالكامل،مئات الاف القتلي في دوسلدورف،وتدمير كامل لهامبورج،وسحق برلين بكل ما فيها،وبايرن القاعدة الصناعية الضخمة نالت حظها في التدمير ولم يتبق فيها معلم واحد يوحي ان كان فيه حياة علي أرضها،من حسن الحظ نجت العائلة بالكامل،فيلفريد كان وقتها يادوب 12 سنة،وكان لسه قدامه بدري في التعليم،الدراسة اتعطلت سنة،استحملوا،وفضلوا مركزين معاه لغاية ما خد شهادته الثانوية،بتقدير عالي،سهلت عليه يقدم علي منحة في أمريكا،وجاتله في يونيون كوليدج في ولاية نيويورك عشان يدرس علم الاجتماع..

خد شنطته وطيران علي أرض الأحلام يبدأ فصل جديد في حياته الدراسية،وملحقش يتهني بالمنحة،في أول شهور دراسته سنة 1951 كان مسافر من أتلانتا في ولاية جورجيا لممفيس في ولاية مسيسيبي وكان كعادته شارب خمرة بزيادة لمرحلة السُكر،اتقلبت به العربية اللي كان سايقها علي سرعة 160 كيلو علي الطريق السريع،ومفتحش عينه الا بعد 10 أيام وهو علي سرير مستشفي،متشلفط،كسر في الفك العلوي،وقطع في الشفايف،وانخلاع في الكتف الأيمن ووشه متبهدل بمئات الندب..

في وسط كل الاصابات دي جاله الدكتور المشرف علي حالته يقوله ‘‘إن الله يدخر لك يا عزيزي شيئًا خاصًا جدًا،لا أحد ينجو من هذه الحوادث‘‘ سمع الكلام من هنا وطنشه،مش معقول أكون متكسر ومحتاج 4 عمليات تجميل في وشي بس،وتيجي تقولي ربنا مدخر لك حاجة حلوة،بعد 6 شهور في النقاهة وكام عملية ،رجع لدراسته،وقدر ياخد البكالريوس وطيران علي ألمانيا،كان مفكر الدنيا هتضحكله،ده رجع من امريكا بشهادة..

محصلش واديته ضهرها،وملقاش شغل،فقدم علي دراسة الحقوق في جامعة ميونخ،وكلها كام سنة وقدر ياخد بكالريوس سنة1959،ومسك منصب مكنش يحلم به في حياته مساعد لواحد من أكبر دكاترة القانون في ألمانيا في جامعة ميونخ ليو روزنبرج،وفي نفس الوقت محامي في أكبر شركة محاماة في ألمانيا فنكلمان،وسنة 1960 خد منحة سنة يدرس فيها القانون الدولي في أكبر جامعة في العالم هارفارد،ورجع بعدها قدم في الخارجية الألمانية و نجح وهيبقي سفير اد الدنيا..

وافتكر كلمة الدكتور الأمريكاني ان ربنا مدخر له شئ في المستقبل،مفيش حاجة ممكن تكون احسن من كده،بكالريوس اجتماع من أمريكا،بكالريوس قانون من ميونخ،دراسات في القانون في هارفارد،محامي،ومساعد دكتور في الجامعة ودبلوماسي كل ده في 6 سنين،كان فاضل علي الحلم تكة وتبقي نبوءة الدكتور الأمريكاني في مكانها،يتعين في سفارة بلده يا إما في باريس أو جنيف،كان بيفضل أكتر باريس اللي قعد فيها فترة واتعلم فرنساوي،والأهم هوايته المحببة تذوق النبيذ والتفريق بن أنواعه،إدمانه الأول والأخير..

واذ فجأة تقرر الخارجية الألمانية الاستفادة من مواهبه الفذه واجادته الفرنسية وتبعته أسوأ بقعة في الأرض وقتها..الجزائر،حرب التحرير كانت علي أشدها سنة 1961 والفرنساويين بيقتلوا أي شئ متحرك ان شالله تكون فرخة عرجاء والتفجيرات لاتتوقف،فرص النجاة من الموت كانت شبه منعدمة في بيئة زي دي.افتكر تاني كلام الدكتور الأمريكاني،ان ربنا مدخر له مستقبل أحسن..وعرف نوع المستقبل رصاصة طايشة أو قنبلة في عربيته..حاول يقنع المسئولين يغيروا وجهته،رفضوا..

مكنش يعرف عن الجزائر ولا ناسها حاجة غير انهم شوية بربر قتالين قتلة،مسلمين متزمتين،هيمنعوه من شرب الخمرة.هي دي الصورة اللي كان عارفها من شعر جوتهولد ليسنج اللي كان بيصور المسلمين علي انه همج وفي نظره كلهم أتراك،ودينهم اسمه دين الأتراك..عرف ان شرب الخمور مسموح،اتطمن،علي الأقل يموت وهو بيشرب حاجة بيحبها..

سافر الجزائر واعتكف هو ومراته في القنصلية الألمانية،ومكنش بيخرج الا لدواعي زيارة أي مصاب ألماني في مستشفي.العمر مش بعزقة.في يوم كان قاعد هو ومراته مع جيران فرنساويين،وجه ابن الجار الفرنساوي يشتكي لأمه من رؤيته عشرات الجثث علي أول الطريق،خدته في حضنها وطمنته،وقالت له متخافش دول شوية عرب،بدأ من هنا بحثه عن أفعال الفرنساويين،واستهداف منظمة الجيش السري الفرنسي لالاف منهم في مذابح جماعية،وواحدة واحدة بدأت نظرته تتغير للمسلمين الجزائريين،بس من قبيل تسجيل ملاحظات مش أكتر،وبدون تورط..

القصف في يوم كان مكثف في المحيط اللي كان ساكن فيه،الخوف أصاب زوجته الحامل،وقعت،بدأت تنزف،ومستحيل عربية اسعاف تيجي في القصف المرعب ده،خبط علي أحد جيرانه الجزائريين لاتربطه به أي صلة،وكان سواق تاكسي عشان يوصل مراته أقرب مستشفي،كان متوقع جواب بالرفض،محدش هيغامر بعمره،وجاءت الإجابة علي عكس توقعه،والراجل وافق،ومش بس كده،عرف ان الزوجة الحامل فصيلة دمها O سالب وهي مش متوفرة في المستشفي،فاتبرع بدمه لانقاذها،وقد كان..

زوجته خرجت بالسلامة،وفقدت جنينها،وهو طيران من الجزائر علي ألمانيا،بدون أي تردد ولم يتبق في ذهنه شئ بعد حوادث القتل والقصف والمذابح،إلا سلوك جار مسلم غامر بحياته عشان ينقذ زوجته .مكنش مجرد سلوك عارض من مسلم في نهار رمضاني والسلام..سلوك فتح في ذهن فيلفريد مليون سؤال ليه عمل كده؟ وايه دوافعه،انا اجنبي أشقر و كان ممكن يسبيني أو يفتكرني فرنساوي أو مساند لهم،ومش بعيد كان حتي يقتلني انتقامًا لأبناء بلده..

أدرك أن صورته المكونة عن الإسلام من شعر ليسنج خاطئة،وأن الأمر محتاج منه بحث أكبر،وسجل الحكمة المأثورة في يومياته اللي بدأ يكتبها بعد رجوعه من الجزائر وسفره ليوجسلافيا عشان يستلم منصبه الجديد في سفارة بلده..wer eine Sache nicht kennt,steht ihr feindlich gegnüber المرء عدو ما يجهل..

ومن وقتها بدأ بحثه المعمق في التاريخ الإسلامي،وزيارة المساجد،وقراءة القرأن باللغة الألمانية،وكل ما كُتب عن الإسلام بلغة اهل بلده من القرن ال 17 .أكثر من 18 سنة بحث متقن عن الاسلام،ألم فيهم بعلوم القرآن والحديث والتاريخ والأدب الاسلامي،ومكنش فاضل غير خطوة واحدة..اعتناقه للاسلام..مفكرش كتير في خطورة قرار زي ده علي منصبه الرفيع،كان ساعتها مدير لملف سياسات الدفاع النووي في إطار حلف الناتو في الخارجية الألمانية وده منصب حساس جدًا،وكان مرشح لمنصب مدير مكتب جمع المعلومات في حلف الناتو في بروكسل وده منصب غير مسموح أصلًا بالحلم به لصعوبة الحصول عليه..

نسي كل طموحه الوظيفي وسابها علي الله لما افتكر بيت شعر لأكبر محبي الإسلام في الأوساط الأدبية الألمانية،لشاعرها الأكبر جوته وهو بيقول wenn Islam Gott ergeben heißt,im Islam leben und sterben wir alle إذا كان الإسلام يعني ان لله التسليم فعلي الإسلام نحيا ونموت اجمعين..وخد نفسه في 25 سبتمبر 1980 وراح علي مسجد في مدينة كولن وأشهر إسلامه،وغير اسمه من فيلفريد هوفمان ل مراد هوفمان...وساعتها بس عرف معني كلمة دكتور الأمريكاني قبل 30 سنة..يا عزيزي إن الله يدخر لك شئ في المستقبل..الشئ ده هو الإسلام..

في الفترة اللي قضاها في بروكسل قدر يستغل علاقاته علي الجانبين..بالحكومة الألمانية عشان تسمح ببناء المساجد..وبمجتمع الدبلوماسيين العرب عشان يجمع تبرعات مجزية.ونجح فعلًا في إحداث طفرة كبيرة وأسهم في بناء ما يقارب من 30 مسجد كبير وحوالي 200 مسجد ملحق بالبيوت أو Hinterhofmoscheen،ساب بعدها منصبه في الناتو،واتعين سفير في الجزائر أول بلد تعرف فيها علي الاسلام،ومن بعدها المغرب..

فترة كافية رجع بعدها ألمانيا وفي نيته هدفين نشر مؤلفاته وقبلها التقريب بين المنظمات الإسلامية الكتيرة العدد المتفرقة الشمل والمشتتة القوة..ونجح لأول مرة يجمع الخصوم في قاعة واحدة.. الاتحاد الإسلامي لأتراك "ألمانيا" (DİTİB)، والمجلس الإسلامي، واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية (İKMB)، والمجلس الرئيس لمسلمي ألمانيا (ZMD)..ودي كانت أصعب خطوة بناء الثقة بينهم في 1991،خطوة تكللت بالنجاح بسبب فكرته ومبادرته بعد سنوات بسيطة وتأسس بينهم ومنهم ‘‘مجلس التعاون الإسلامي ‘‘ اللي بقي أكبر ورقة ضغط لنيل حقوق المسلمين في مواجهة أي حكومة ألمانية..

بناء المساجد،التقريب بين المنظمات الإسلامية لأول مرة،كلها انجازات كانت كفيلة انه يكون واحد من اهم الشخصيات الاسلامية الألمانية.كل ده تضاءل جنب مهمته الأكبر اللي بدأها سنة 1994..التنظير لدور أكبر للاسلام في الحياة الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا،ودي معركة شرسة في مجتمع معتز بمسيحيته وشايف في الإسلام تهديد لخصوصيته..

وبدأت الحرب فعلًا لما أصدر جوهرة مؤلفاته ‘‘الإسلام كبديل‘‘ ينتقد فيه الرأسمالية والعلمانية الغربية،وبيحاول يطرح الإسلام كبديل لسد حالة الخواء الروحي للشباب الألمان،والتشوه الحضاري للمجتمع..ومن ساعتها بدأ الهجوم عليه من الجميع.ساسة وصحف ومجلات وبرامج وأصدقاء واهل ومعارف وعامة وخاصة..مش بس لدعوته الصادمة للمجتمع ،لأ لأنها جاية من دبلوماسي الماني رفيع المستوي،كاثوليكي أبيض،تحول للاسلام،لو كانت جاية من عربي او تركي ولا حد كان هيهتم..

حملات التشويه المجانية واللي وصلت لحد المطالبة بتجريده من الجنسية من بعض الساسة،جاءت بعكس نتائجها تمامًا،ونهم المجتمع الألماني لما كان يسمي سابقًا في تارثهم التاريخي بدين الأتراك (الاسلام) كان في أشده.والمؤلف اعقبه تاني وتالت ورابع..يوميات ألماني مسلم،والطريق إلي مكة وغيرها من الكتب اللي ترجمت الي 12 لغة ولفت الأسواق الألمانية والأوروبية والعالم..

كل الانجازات الضخمة علي صعيد الدعوة،والتنظيم،والفكر،والحركة واللي جعلت هوفمان أهم شخصية إسلامية في ألمانيا في القرن ال 20 أهلته كمان انه يحصد لقب ،حازه من قبل المفكر علي عزت بيجوفيتش..جائزة أهم شخصية في العالم الاسلامي سنة 2009 واللي بتمنحها مؤسسة دبي للقرآن الكريم..

من دبلوماسي مرموق عاشق للخمور وكاد أن يدفع حياته ثمن لإدمانه،من معادي أو علي الأقل مرعوب من الذهاب لبلد اسلامي بسبب تشوهات في فهمه عن الاسلام..الي أهم شخصية في العالم الإسلامي 2009 وأهم شخصية اسلامية في ألمانيا في القرن العشرين..دي ببساطة سيرة حياة مراد هوفمان..

واللي عمرها ما كانت هتحصل الا لسبب واحد زي ما قال في مقابلة مع دير شبيجل سنة 1995 بعد حملة قامت بها ضده نائبة رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD هرتا دويبلر جملين مطالبة بطرده من منصبه وسحب التكريمات ومنع كتبه.اتسأل في المقابلة عن سبب إسلامه وجاوب..

بسبب سائق تاكسي جزائري قابلته من ربع قرن،لا تجمعني به رابطة،وانقذ حياتي وحياة زوجتي وسط أتون الحرب.ولولاه لما كنت ما انا عليه الأن..

لك ان تتخيل لو لم يقابل مراد هوفمان سواق التاكسي..أو أكثر..لو قابله لكن سواق التاكسي لم ينقذه هو و زوجته وفضل سلامته الشخصية..كنا هنكسب شخصية بالحجم ده منظر ومفكر وحركي،كان هيبقي مراد هوفمان أهم شخصية في العالم الإسلامي،كان عدد المساجد هيرتفع في التسعينات بالشكل ده،كان التنسيق بين المنظمات الإسلامية هيتم بالسرعة دي..الإجابة ببساطة..لأ..

ممكن تقضي عمرك كله في الوعظ والنصيحة والتعريف بمبادئ دينك وكله في النهاية هيكون بدون فائدة تذكر،محدش هيسمع كلام ويصدقه ويغير علي أساسه قناعاته،لازم فعل وفعل قوي يعرف بدينك،فعل سلمي يُحبب ويقرب،بدون وعظ او إدعاء سمو أو تبرم..وهو ده اللي عمله السواق الجزائري سنة 1962 مد يد المساعدة لراجل وزوجته في أزمة،عمل الخير ورماه البحر ومكنش يعرف انه الخير بتاعه هيطرح ونكسب شخصية قُدر أن تكون أهم شخصية إسلامية في تاريخ ألمانيا وواحدة من الأهم في العالم..مراد هوفمان..

عايز تعرف بدينك لو كنت مغترب أو حتي في بلدك..عايز رسالته تنتشر ومفهومه المشوه للأسف في ذهن الآخرين بدواعي الارهاب والاقصاء يتصلح..بسيطة.. ابتسم،مد يد المساعدة،احرص علي الخير مهما تم ايذائك أو تجاهل كلامك..ولا تدري ربما يكون أحد

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم

قصة واقعية رائعة اسمها أشافنبورج من القصص الرائعة الجميلة للتحفيز و رفع الهمم